Showing posts with label العقيدة. Show all posts
Showing posts with label العقيدة. Show all posts

Tuesday, 17 April 2012

معنى السيادة وإطلاق لفظ السيد ؟



معنى السيادة وإطلاق لفظ السيد ؟

اجاب عليها فضيلة الشيخ د/ صــالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فالسيد يطلق ويراد به المالك، ويطلق ويراد به زعيم القوم ورئيسهم كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار: ( قوموا إلى سيدكم ): يعني سعد بن معاذ [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 4/28 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].(1)
وإطلاق لفظ السيد على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من منع، ومنهم من أجاز، والذي منعوا احتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قال له بعض الناس : أنت سيدنا وابن سيدنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما السيد الله ) [ رواه الإمام أحمد في " مسنده " ( 4/24، 25 ) ، ورواه أبو داود في " سننه " ( 4/255 ) ، ورواه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص85 ) ( حديث رقم 211 ) (2)، كلهم من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهم ] ، فأنكر عليهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك، قالوا : فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق، وقوم أجازوه واحتجوا بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال للأنصار : ( قوموا إلى سيدكم ) [ رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 4/28 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ] لما أقبل وكان يحمل على دابة، لأنه كان جريحًا، فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس .
والقول الصحيح - إن شاء الله - أنه يجوز أن يُقال لبعض الناس : سيد إذا كان زعيمًا أو رئيسًا في قبيلته، فيقال : سيد بني فلان، أو سيد القبيلة الفلانية بمعنى أنه زعيمها ورئيسها، ولا يكون هذا للإطراء والغلو، وإنما يكون من باب الوصف والتميز، يقال : فلان سيد بني فلان، لكن لا يواجه به الشخص أو في حضوره؛ لأنه يحمله على الكبر والعجب، بل يقال في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث .
أما ما يتعارف عليه بعض المنحرفين اليوم من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم، ويعتقدون منهم البركة، وأنهم يمنحون شيئًا من المقاصد التي تطلب منهم فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهؤلاء في الحقيقة ليسوا سادة، وإنما هم مضللون يجب الحذر منهم .
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

منــــقــول
موقــع المســلــم

هنـــا

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

(1) رواه البخــاري / الجـامع الصحيـح / حديث رقم 6262
(2) رواه أبو داود / حققه الألباني / صحيح أبي داواد / حديث رقم 4806/صحيح

Monday, 16 April 2012

حَذارِ من اللّعن!

حَذارِ من اللّعن!
أ.د. ناصر العمر


من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن.
وكثيراً ما نسمع سائقي السّيّارات، إذا ما وقع على أحدهم خطأ من سائقٍ آخر، مهما يكن هذا الخطأ طفيفاً؛ يُبادر باستنزال اللّعنة على صاحبه.

وكذلك للأسف كثيراً ما يحدث اللّعن بين بعض الأزواج، وقد بعث إليّ أحدُ الإخوة قبل عدّة أيّامٍ برسالةٍ، ذكر فيها أنّه قال لزوجته: إن خرجتِ من البيتِ؛ فعليكِ وعليَّ لعنةُ الله!

إنّ هذا التّساهل في إيقاع اللّعن، واستخدامه كوسيلةٍ للتّشفّي وإزالة الغيظ، لدى بعض المشكلات العارضة والخلافات التّافهة، إن دلّ فإنّما يدلّ على الجهل البالغ بخطورة اللّعن!

فاللّعن طردٌ من رحمة الله عزّ وجلّ، والطّر من رحمة الله عزّ وجلّ أمرٌ إلهيٌّ، لا ينبغي لأحدٍ من البشر أن يُباشره، وإلا دخل في حدود دائرة التّألِّي على الله عزّ وجلّ، الذي ورد فيه قوله صلّى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) فأنت عندما تلعن شخصاً مّا، فكأنّك تحكم عليه بالطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، وذلك أمرٌ ليس إليك، ولا علم لك ولا لأحدٍ به؛ ولذا فإنه لا يجوز مبدئيّاً إيقاعُ اللّعن إلا فيمن أوقعه عليه اللهُ ورسولُه، كما هو حالُ أبي لهبٍ وغيره، ممّن تعيّن وقوعُ اللعنة عليهم، وكذلك يجوز لك أن تلعن بصيغة التّعميم مثل (ألا لعنة الله على الظالمين)، أمّا بصيغة التّعيين فلا يجوز لك أن تلعن حتى شخصاً كافراً، إلا إذا علمتَ أنّه سيموت على كفره، وهذا ما لا سبيل إلى علمه، اللّهمّ إلا إذا مات فعلاً، وثبت عندك أنّه مات على كفره، فعندئذٍ!, هذا هو القول الراجح.

فاللّعن أمره خطير، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار، على ناقةٍ، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة! قال عمرانُ: فكأني أراها الآن تمشي في النَّاس، ما يعرض لها أحد!) فانظر إلى هذا الزّجر البالغ، الّذي كان سببه إيقاع اللّعن على بهيمةٍ عجماءَ، وعلم الرّسولُ صلى الله عليه وسلم أنّ اللّعن قد حلّ بها فعلاً، فأمر بوضع ما عليها من حمولةٍ، وأمر باجتنابها، فانظر إلى الأثر الخطير للّعن!

ألا، فلننتبه إلى عظيم خطر اللّعن، ونحبس ألسنتنا عن إطلاق القول به، سواءٌ كان ذلك بدافع التّشفّي والغضب، أو كان بسبب نوعٍ من الهزل والمرح، ممّا نسمع كثيرين للأسف يفعلونه، فيقذف بعضُهم بعضاً به، على سبيل المداعبة، يا للجهل البالغ!

منـــقـول
هـنــا

Tuesday, 10 April 2012

الخوف والرجاء


الخوف والرجاء
للشيخ/ عبد العزيز ال الشيــخ . حفظه الله





الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَـٰبِ [الزمر:9].

أيها المسلم، هذا خلق المؤمن في هذه الدنيا، بين خوفٍ من الله، وبين رجاءٍ لفضله وكرمه، بين خوفٍ من عقوبة الله وشدة بأسه، وانتقامه ممن خالف أمره، وبين قوة رجاء وأملٍ وطمع في سعة رحمة الله وفضله، وتجاوزه وإحسانه، فمتى قام بقلب المؤمن هذان الأمران: الخوف والرجاء، فإنه يرجى للمسلم خير، فإن المؤمن كلما وجد من نفسه تهاوناً وتساهلاً وكسلاً عن الطاعة وضعفاً في الأداء وجرأة على المحارم ذكّرها خوف الله وبأسه وانتقامه وأنه قادر على كل شيء، وكلما وجد من نفسه يأساً وقنوطاً ذكرها رجاء الله، وقوَّى ثقتها بالله، فبهذين الأمرين يستقيم حال المسلم.

والله جل وعلا في كتابه العزيز قد ذكر لنا أخلاق المؤمنون، صفات المؤمنين، أعمالهم، وما أعد لهم من الثواب العظيم: وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]، إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف:30].

وذكر لنا أخلاق المكذبين الضالين، والمنحرفين عن المنهج القويم، وما توعّدهم به من العذاب الأليم: إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ [الزخرف:74-76]، قال تعالى: ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة:98]، وقال: نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ [الحجر:49، 50].

أيها المسلم، لا تكون راجياً لله حقاً حتى تؤدي العمل، وتؤدي السبب، فالرجاء لله لا يكون إلا بعد الأعمال الصالحة، ترجو من الله قبول ذلك العمل، والإثابة عليه، أما مجرد رجاء مع تهاونٍ وتعطيلٍ للأوامر وارتكاب للنواهي، فتلك الأماني، والغرور، قال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة:218]، فبأعمالهم الصالحة التي عملوها إخلاصاً لله وقياماً بالواجب صاروا ممن يرجون رحمة الله، أُوْلـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، فالرجاء بلا عمل أمانٍ كاذبة، قال تعالى مبيّنا فساد هذا التصور، تصور الرجاء مع ترك العمل الصالح: أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيّئَـٰتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَوَاء مَّحْيَـٰهُمْ وَمَمَـٰتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21]، ما داموا في الحياة متفاوتين فهم كذلك بعد الموت متفاوتين، قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم:35، 36].

يا من يرجو جنة الله وعفوه، يا من يرجو مغفرة الله وتجاوزه، يا من يرجو رضاء الله عنه، قدم عملاً صالحاً، ائت بالأسباب التي أمرك الله بها ليتحقق لك الرجاء، وأما الرجاء بلا عمل فتلك الأماني الكاذبة، قال تعالى: لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيّكُمْ وَلا أَمَانِىّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً [النساء:123]، ثم قال: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً [النساء:124].

أيها المسلم، قوِّ الرجاء مع العمل الصالح، فالأعمال الصالحة يكون بها الرجاء حقاً، قال تعالى: فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ الآية [آل عمران:195]، المهم من ذلك أن يكون رجاؤك لرحمة الله، ورجاؤك لجنة الله، ورجاؤك لرضى الله عنك واقعاً بعد أعمال صالحة عملتها وتقربت بها إلى الله، قال تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [الكهف:110].

أيها المسلم، إن الله جل وعلا توعّد المخالفين لأمره بالوعيد الشديد: أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.[النحل:45-47].

والله تعالى يصف عباده المؤمنين ويذكر أعمالهم الصالحة: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلـئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4]، قال بعض السلف: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال"[1].

قيل للحسن رحمه الله: إنا نصاحب أقواماً يؤمِّنوننا، قال: "لأن تصحب أقواماً يخوِّفونك حتى تزداد أمنا أحب إليَّ من أقوام يؤمنونك حتى تزداد خوفاً"[2]، فإن من يقوي رجاءك مع تهاونك بالأعمال فذا خادع لك، وإنما يقوى الرجاء مع قوة العمل، ولهذا عند الاحتضار المؤمن المستقيم على الطاعة والهدى إذا بُشر بالنعيم المقيم أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وغير المؤمن إذا نظر إلى مقعده من النار وحاله السيئة بعد ذلك كره لقاء الله، فكره الله لقاءه. فالمؤمن يرجو لقاء الله لما قدم من عمل صالح خالصٍ لله، يدل على قوة الرجاء. وأما الرجاء بلا عمل فإنما هو الإتلاف والأماني والخداع الذي لا ينتج شيئاً.

فلنكن – إخوتي – راجين لله مع أعمالنا الصالحة، خائفين من بأسه وعقوبته، فإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء، إذا أراد أن يقلب قلب عبدٍ قلبه، وَنُقَلّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَـٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام:110]، ومحمد كثيراً ما يقول: ((اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، فسئل فقال: ((إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه)) [3].

فنسأله تعالى أن يثبتنا على دينه، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه البيهقي في الشعب (1/80) عن الحسن البصري رحمه الله.

[2] أخرجه ابن المبارك في الزهد (303) ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص259) ، وأبو نعيم في الحلية (2/150).

[3] أخرجه أحمد (6/91)، والنسائي في الكبرى (7737)، والترمذي في القدر (2140)، وابن ماجه في الدعاء (3834) من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه الترمذي، وقال: "وفي الباب: عن النواس بن سمعان وأم سلمة وعبد الله بن عمرو وعائشة"، وصححه الألباني في ظلال الجنة (223)، وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه مسلم في القدر (2654).

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار جامعٌ بين الخوف والرجاء، سأل النبي رجلاً من أصحابه فقال له: ((ماذا تدعو في صلاتك؟)) قال: يا رسول الله، أسأل الله الجنة، وأستعيذ به من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، قال : ((حولها ندندن))[1]، يقول الرجل: يا رسول الله، أنا عندي أمران، أسأل الله الجنة أقول: اللهم إني أسألك الجنة، اللهم إني أعوذ بك من النار، ما أحفظ الدعاء الذي تدعو به أنت، ولا الذي يدعو به معاذ، إنما أقتصر على الكلمتين اللتين أحفظهما، أسأل الله الجنة، وأستعيذ به من النار، قال : ((حولها ندندن)) أي: كل دعائنا وكل تضرعنا وكل طاعاتنا حول الأمرين: أن نسأل الله الجنة ونستعيذ به من النار، فهذه هي الغاية من كل شيء، سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، وصدق الله: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ [آل عمران:185].

فهذا الصحابي رضي الله عنه ما كان يحفظ إلا: اللهم إني أسألك الجنة، اللهم إني أعوذ بك من النار، والنبي أقرّه على أمره، وأخبر أن كل الأدعية وإن طالت أو قصرت فمردها إلى أمر واحد: سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، فمن زحزحه الله عن النار وأدخله الجنة فقد نال الفوز العظيم، والعطاء الجزيل.

نسأل الله أن يدخلنا وإياكم جنته، ويعيذنا وإياكم من ناره، إنه على كل شيء قدير.

واعلموا – رحمكم الله – أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ....

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه ابن ماجه في الإقامة (910) ، وفي الدعاء (3847) من حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وصححه ابن حبان (868) ، وأخرجه أحمد (3/474) ، وأبو داود في الصلاة (792) من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ، عن بعض أصحاب النبي ، وذكره الألباني في صحيح أبي داود (710)




منـــــــــــــــــــــــقول
رســالة الإســـلام

Sunday, 18 March 2012

Saturday, 17 March 2012

حكم عزاء النصارى في وفاة البابا؟



حكم عزاء النصارى في وفاة البابا؟


للشيـــخ / نــاصـــر العمـــر ...حفظــه الله

فإن مما ابتليت به الأمة في عصورها المتأخرة كثرة الجهل وضعف العلم ،مع كثرة قرائها وكتابها، ومن أثر ذلك ضعف معالم الولاء والبراء،والجهل بالبدهيات من أمور العقيدة، والرقة بالدين، ومداهنة أعداءالله.

وبعض ما ذكره السائلون يندرج في هذا الباب مثل السؤال هل البابا كافرأو مسلم، فإذا لم يكن البابا كافراً فمن الكافر، وهل عن مثل ذلك يسأل لولا ما ذكرت، وقريب منه الدعاء له بالرحمة، والله المستعان.


وأشك في صحة النقل بأن أحد المشايخ يوجب الترحم عليه، ولا يقول بذلك من له أدنى علم بالشرع فضلاً عن أن يكون من المشايخ، ولكن لعل السائل نقل له ذلك، أو التبس عليه ما قال، فإن ثبت ذلك فلا نقول: إلا حسبناالله ونعم الوكيل، قال سبحانه: {
ومن يردالله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً} [المائدة /41]، وخلاصةالأمر:

1 - البابا كافر، لا شك في كفره، ووصيته وشهادة قومه تؤكد أنه مات على ذلك، وما شهدنا إلا بما علمنا.


2 - لا يجوز الترحم عليه، وهذا من الدعاء المنهي عنه، قال سبحانه:{
ما كان للنّبيّ والّذين آمنوا أنْ يسْتغْفروا للْمشْركين ولوْ كانوا أولي قرْبى منْ بعْد ما تبيّن لهمْ أنّهمْ أصْحاب الْجحيم} [التوبة:113]، وقال سبحانه: {ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة:84]،والبابا مشرك ؛ لأنه يعتقد أن عيسى ابن الله تعالى الله عما يقولون:{وقالت النّصارى الْمسيح ابْن الله} [التوبة: من الآية30]، ويقول بعقيدة التثليث، وهذا من بدهيات عقيدة النصارى.

3 - أما لعنه، فالصحيح أنه يجوز لعن من مات كافراً، أما إعلان اللعن والدعاء عليه فتراعى فيه قاعدة المصالح والمفاسد -كما قرر أهل العلم-.


4 - أما التعزية، ففيها تفصيل:


إن كان المراد تعزية أهله وقرابته لا أهل ملته، فقد كرهه بعض السلف، لكن الراجح جواز ذلك ؛ لأن من السلف من عزى أهل الذمة في أمواتهم، ذكرذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه الرائع: (أحكام أهل الذمة) ج1/ص438"فصلٌ في تعزيتهم".


لكن يجدر التنبيه إلى أنه لا يجوز في التعزية الدعاء للميت بالرحمة ولا لأهله الكفار بحصول الأجر والثواب، كما يقال ذلك للمسلمين ؛ لأن الله لا يقبل من الكافر عملاً ولا طاعة حتى يسلم، وإنما يقال: أخلف الله لكم خيراً منه، ونحو ذلك من الكلمات، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله قال في: (أحكام أهل الذمة ): " قال الحسن إذا عزيت الذمي فقل لايصيبك إلا خير، وقال عباس بن محمد الدوري: سألت أحمد بن حنبل قلت له:اليهودي والنصراني يعزيني أي شيء أرد إليه، فأطرق ساعة ثم قال: ما أحفظ فيه شيئاً، وقال حرب: قلت لإسحاق: فكيف يعزي المشرك قال: يقول أكثر الله مالك وولدك".أ.هـ.


أما تعزية أهل ملته إذا مات منهم قسيس ونحوه فلا يجوز؛ لأن مفسدتها تربو على مصلحتها، وحيث يوهم الجهال بأن ما هم عليه حق، وبذلك فيغترأهل الكتاب والمسلمون على السواء، بل إن تعزيته وبخاصة إذا كان معظماً فيهم كالبابا، أشد أثراً وخطراً من مجرد تهنئتهم على عيدٍ أو شعيرةٍ دينية، وهذا أمرٌ لا يخفى قال الشيخ محمد بن عثيمين في حكم تعزيةالكافر: "والراجح أنه إذا كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً، وإلا فينظر في المصلحة" (مجموع فتاواة 2/303).


والذي يطالع كثيراً مما كتبته بعض وسائل الإعلام حول وفاة البابا يحزن لما وصلت إليه حال كثير من المسلمين، حتى إن بعضهم يمدحه بأنه خدم أهل ملته ونشر دينه، وصاحب هذا القول يخشى عليه؛ لأن خدمته لدينه هو نشرالكفر والشرك وحرب الإسلام كما هو مشاهد وواقع، نسأل الله أن يلطف بناولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء والجهّال منا.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

منقــول
طــريق الإســلام


Friday, 9 March 2012

صفة التَّرَدُّدُ في حق الله تبارك وتعالى ؟

المقصــود بصفة التَّرَدُّدُ فِي حـديث (وما تردَّدت عن شيء
أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن )
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله تعالى على ما يليق به ؛
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).

الدليل :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً :

((إن الله قال : من عادى لي وليّاً ؛ فقد آذنته بالحرب ....
وما تردَّدت عن شيء
أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن ؛ يكره الموت ، وأنا أكره مَسَاءَته)).
رواه البخاري (6502).
(1)

سئل شيخ الإسلام رحمه الله في ((الفتاوى)) (18/129)
عن معنى تردد الله في هذا الحديث؟ فأجاب :

((هذا حديث شريف ، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة ،
وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء

، وقد ردَّ هذا الكلام طائفة ، وقالوا : إنَّ الله لا يوصف بالتردد ،
وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور ،

والله أعلم بالعواقب ، وربما قال بعضهم : إنَّ الله يعامل معاملة المتردد.
والتحقيق : أنَّ كلام رسوله حق ، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ،
ولا أنصح للأمة منه ، ولا أفصح ولا

أحسن بياناً منه ، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الظنون الباطلة والاعتقادات
الفاسدة ، ولكن المتردد منا ،
وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه
ما يعلم عاقبة الأمور ؛ لا يكون ما وصف

الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا ؛ فإن الله ليس كمثله شيء ؛
لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في


أفعاله ، ثم هذا باطل ؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب ،
وتارة لما في الفعلين من المصالح
والمفاسد ، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة ،
ويكرهه لما فيه من المفسدة ، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي


يحب من وجه ويكره من وجه ؛ كما قيل :

فأعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُُ
ِ الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ


وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه ، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال
الصالحة التي تكرهها النفس
هو من هذا الباب ، وفي الصحيح :
((حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكاره)) (2)،
وقال تعالى
(كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) الآية.

ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث ؛ فإنه قال :

((لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) ؛ فإن العبد الذي هذا
حاله صار محبوباً للحق محباً له ، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها ،
ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها ، فأتى بكل ما يقدر عليه
من محبوب الحق ، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة ؛
بحيث يحب ما يحبه، ويكره ما

يكرهه محبوبه ، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه ،
فلزم من هذا أن يكره الموت ؛ ليزداد من محاب

محبوبه ، والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت ،
فكل ما قضى به ؛ فهو يريده ، ولا بد منه ؛ فالرب مريد

لموته لما سبق به قضاؤه ، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده ،
وهي المساءة التي تحصل له بالموت ، فصار

الموت مراداً للحق من وجه ، مكروهاً له من وجه ،
هذا حقيقة التردد ، وهو أن يكون الشيء الواحد مراداً

من وجه مكروهاً من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين ،
كما ترجح إرادة الموت ، لكن مع وجود

كراهة مساءة عبده ، وليس أرادته لموت المؤمن الذي يحبه
ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)).

ثم قال (ص 135) : ((والمقصود هنا : التنبيه على أنَّ الشيء المعين يكون محبوباً من وجه مكروهاً من وجه ،
وأن هذا حقيقة التردد ، وكما أنَّ هذا في الأفعال ؛ فهو في الأشخاص ، والله أعلم)).

وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في ((لقاء الباب المفتوح)) (س1369)

((إثبات التردد لله عَزَّ وجَلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز ،
لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة :
((ما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن)) ،
وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة،
ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء،بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن،
ولهذا قال في نفس الحديث : ((يكره الموت ، وأكره إساءته ، ولابد له منه)).
وهذا لا يعني أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ موصوف

بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي
فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد ، إما لشكه في نتائجه

ومصلحته ، وإما لشكه في قدرته عليه
: هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عَزَّ وجَلَّ فلا )).
منقول
الدرر السنية
(1) رواه البخاري / الجامع الصحيح/ كتاب الرقاق /
باب التواضع/حديث رقم 6050.
(2) رواه مسلم / المسند الصحيح /كتاب صفة القيامة والجنة والنار/
باب الاقتصاد في الموعظة/ حديث رقم 5055

Sunday, 26 February 2012

من مُلح ما قال إمام السنة البربهارى رحمه الله



1. قال الإمام البربهارى فى شرح السنة (36) :
اعلم ـ رحمك الله ـ أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى ، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم ، وعلمه عند الله وعند رسوله ، فلا تتبع شيئاً بهواك ، فتمرق من الدين ، فتخرج من الإسلام ، فإنه لا حجة لك ، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السُّنة ، وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة ، وهم السواد الأعظم ، والسواد الأعظم : الحق وأهله ، فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شئ من أمر الدين فقد كفر(1) "(2)

2. وقال البربهارى فى شرح السنة (79) :

" إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئاَ من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام ، فإنه رجل روئ القول والمذهب ، وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنه إنما عرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار

فإن القرآن إلى السنة أحوج من السنة إلى القرآن "

3. وقال ـ رحمه الله ـ فى شرح السنة (90) :

واعلم ـ رحمك الله ـ أنه ينبغى للعبد أن تصحبه الشفقة أبداً ما صحب الدنيا ؛ لأنه لا يدرى على ما يموت ، وبما يختم له ، وعلى ما يلقى الله ، وإن عمل كل عمل من الخير ، وينبغى للمسرف على نفسه أن لا ينقطع رجاءه من الله تعالى عند الموت ، ويحسن ظنه بالله تبارك وتعالى ، ويخاف ذنوبه ، فإن رحمه الله فبفضل ، وإن عذبه فبذنب


4. وقال أيضا ـ رحمه الله تعالى ـ فى شرح السنة (99) :

" واعلم ـ رحمك الله ـ أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ، إنما العالم من اتبع العلم والسنن ، وإن كان قليل العلم والكتب ، ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أى : من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة
(2) شرح السنة للإمام أبى محمد الحسن بن على بن خلف البربهارى ( ت 329 هـ )

----------------
منـــقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

Friday, 17 February 2012

من البلية التفوه بالكفــر باسم الحرية الإنســانية .


الســـلام عليــكم ورحمــة الله وبــركاته

من البلية التفوه بالكفــر باسم الحرية الإنســانية
للشيــخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

الحمد لله خير الناصرين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، الذي كفاه ربه كيد المستهزئين، أما بعد:

فقد اشتهر في هذه الأيام ما تفوه به حمزة كشغري من كلمات الإلحاد في شأن الله، سبحانه وتعالى عما يقوله الجاهلون والمفترون، وفي شأن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أكرم الخلق على الله، وقد فرض سبحانه على عباده الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وتعزيره، وتوقيره، ونصره، ومحبته، وطاعته، وتوعد سبحانه من تولى عن ذلك بالعذاب الأليم، وأحل لعنته عليه في الدنيا والآخرة، وله عذاب مهين، ولا أحتاج في هذه الكلمة إلى أن أذكر بعض ما تفوه به ذلك الزنديق؛ لشهرته، فقد بلغ القاصي والداني، وليس العجب من أن يوجد ملحد؛ فالملحدون كثير، والمنافقون كثير، ولكن العجب من جرأته على نشر كلماته الإلحادية في الشبكة، هذا وهو من المملكة العربية السعودية، نشأة ودراسة، فمن أين تلقن هذا الإلحاد؟! وما الذي حمله على هذه الجرأة في إظهار زندقته؟! أقول: أما مَن لقَّنه فما ثمَّ إلا القراءة في كتب الإلحاد والزندقة، التي يعرض شيء منها في معرض الكتاب عندنا، أو صحبة من يحمل هذا الفكر من الحداثيين ومن شابههم ممن يسمون بالليبراليين، ومن سلك سبيلهم من المثقفين، يشهد لذلك أنه أحد المشاركين في ملتقى المثقفين السعوديين الذي أقيم قريبا، وقد ظهرت صورته بينهم، وقد اشتهر عن هذا الملتقى في الأيام الماضية تصرفات مشينة أدلى بها أحد الحاضرين، وظهر بعضها مصورا. أما الذي حمله على الجرأة فقد تكون الرغبة في الشهرة، ولو بأقبح ما يكون من القول والاعتقاد، مع الأمن من الأخذ والمؤاخذة، أسوة بسابقيه من الكتاب.


وأما ما أعلنه من التوبة فلا يعول عليه حتى يمثل أمام القضاء، ويرى القاضي رأيه، حسبما يظهر من دلائل صدقه أو كذبه. والمتأمل لبيان توبة هذا الشانئ للرسول صلى الله عليه وسلم لا يشك أنه لم يكتبه هو؛ لأن من المستبعد أن يكون هذا البيان بصيغته قد صدر عن الذي بالأمس يفوه بأقبح الكلام في الله العظيم وشرعه القويم ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم! بل كتبه من كتبه نصرةً له، ظنا أن ذلك يكفيه ويحميه، ويمنعه من القبض عليه، وتقديمه للمحاكمة.


وقد أبلى الغيورون على حرمات الله ودينه وشرعه في الإنكار على هذا الملحد، والمطالبة بمحاكمته بلاء حسنا، أجزل الله لهم المثوبة على جهادهم. فجدوا بالمطالبة بمحاكمته، ولاسيما أن خادم الحرمين وفقه الله قد أمر بالقبض عليه ومحاكمته. فنسأل الله أن يمكن منه حتى يستبين الحق ويزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. والله أعلم، وصلى وسلم على محمد وآله صحبه أجمعين.


وبعد كتابة هذه السطور، نشر في المواقع الشبكية عن مجلة (نيوزويك) الأمريكية الأربعاء 8 فبراير 2012م أن كاشغري صرح للمجلة (("أنه لن يتراجع عن أفكاره أبدا، وزعم أن "المعركة التي خاضها مؤخرا كانت أولى خطواته في الطريق نحو الحرية"، معتبرا أنه "مارس حقه في التعبير، وهو حق من الحقوق الإنسانية")). انتهى.


أقول: وهذا يصدق الظن المذكور في توبته، ويخيب حسن ظن بعض الناس به، ولم يستطع وائل القاسم أن يغالط إلا في بعض واحدة من تغريدات صاحبه، وقد فضح نفسه بذلك، وكشف عن سوأته. وهذا القاسم حقيق أن يحاكم، فسبيله سبيل كشغري.


أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك


الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

حرر في 18 ربيع الأول 1433هـ

منــــــــــــــقول

Friday, 13 January 2012

ما هي السلفية ؟

ما هي السلفية ؟

قال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله - :

السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا ، فاتِّباعهم هو السلفيَّة ، وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ : فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة ، فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل ، اللهم إلا في العقائد ، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال .

لكن بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه ، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام ، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره ، ويقال : انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد ، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة ، في مسائل عقديَّة ، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ، وبعضهم يقول بذلك ، وبعضهم يقول : إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال ، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن ، وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون ، في النكاح ، في الفرائض ، في العِدَد ، في البيوع ، في غيرها ، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً .

فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم : فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء .

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً ، وقولاً ، وعملاً ، واختلافاً ، واتفاقاً ، وتراحماً ، وتوادّاً ، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر " ، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة . " لقاءات الباب المفتوح " السؤال رقم 1322

Friday, 6 January 2012

أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج الشيخ ربيع المدخلي غفر الله له.






أقوال علماء أهل السنة والجماعة
في منهج الشيخ ربيع المدخلي غفر الله له.



1- الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

2- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.


3- الشيخ صالح اللحيدان.


4- الشيخ فالح بن نافع الحربي.


5- الشيخ عبد المحسن العبيكان.


6- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.


7- الشيخ ملفي الصاعدي


8- الشيخ عبيد الجابري.


9- الشيخ صالح السحيمي.




الشـــريــط

هــنـــــــــا

Saturday, 31 December 2011

أتخاف من ذُبــان ؟

http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/ARg64719.gif

أتخـاف من ذُبّـان ؟

قال ابن القيم رحمه الله:

واصْدَع بما قال الرسول ولا تَخَف = مِنقِلّة الأنصار والأعوان

فالله ناصر دِينه وكتابه = والله كافٍعبده بأمَان

لا تَخْشَ مِن كَيد العدو ومَكرهم = فقتالهم بالكذب والبهتان

فجنود أتباع الرسول ملائك = وجنودهم فعساكر الشيطان

لا تَخْش كثرتهم فهم هَمَج الورى =وذُبَابه ، أتَخَاف مِن ذُبَّان ؟


وقال شاعر الصحوة:

أبعد هذا نَهَاب الظالمين وهم = أذلّ مَنْزِلة مِن حِلس حـمّـار ؟



وقول الله أصدق وأبلغ : (أَليْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
* وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ) ؟


ورأس الكفر وأساسه إبليس ، ومع ذلك قالالله عز وجل :
( فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) .

ولَمّا ذَكَر الله خُلَفَاء إبليس ونوّابه في الأرض مِن أئمة الكُفر قال
: ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْأَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَمَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ )
وقال تبارك وتعالى :
( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

إن الخوف والجبن والْخَورمِن سِمات المنافقين
(يَحْسَبُونَ كُلَّصَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)

وهم أسرع الناس فِراراعند الشدائد
( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّيَ قُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاّفِرَارًا* وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواالْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاّ يَسِيرًا)

الخوف والهلع يُخْرِس ألسنتهم ،
فإن ذهب الخوف وزال الرّوع رأيتهم أحدّ الناس ألسنة
!

( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُأَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوافَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)

هذا هو شأن المنافقين
فما شأن المؤمنين ؟ لا يخشونإلاَّ الله ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
وَلايَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )

إن أُوعِدوا أو تُوُعِّدوا أيقَنوا أنه لا ينفع ولا يضر إلاَّ الله
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)

بل إنهم لَمَّا خُوِّفُوا بغير الله لم يخافوا ، وإنما زادهم إيمانا وتسليما.
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّالنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْحَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُوفَضْلٍ عَظِيمٍ* إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

إننا أمام حروب طاحنة ، وفِتن مُتلاطمة، لا نعلم ما الله صانع فينا وفيها
ولكن يجب أن لا تتزعزع ثقتنا بالله
ولا يحدث عندنا أدني شك أو ريب في أنالحافظ الله
وأن التوكّل هو : اعتماد القلب على الله، والثقة بما عنده سبحانه وتعالى ،
واليأس مما في أيدي الناس . كما قال ابن القيم.


إن الخوف منه ما هو محمود ومنه ما هومذموم


فخوف العبادة والتذلل والتعظيم والخضوع، وهو خوف السِّـرّ ،
لا يكون إلاَّ لله عز وجل.فإذا صُرِف هذا الخوف لأحَدٍ غير الله فقد
وقع صاحبه في الشرك بالله عز وجل ؛ لأنه عَدَل الخالق بالمخلوق ،
وخاف مِن المخلوق كما يخاف من الخالق ، وربما أشـدّ!
ومن هذا الباب الخوف من السّحرة أوالدجالين ،
أو الخوف مِن الجن بحيث يُقَرِّب لهم القرابين ،
أو يخاف أن يُوقعوا به مَكروها لم يُقدّره الله عز وجل.

ولذا قال عليه الصلاة والسلام في وصيته لابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما

: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تُجاهك ، وإذا سألت فلتسأل الله ،
وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمة لواجتمعوا على
أن ينفعوك لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على ان
يضروك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ،
رفعت الأقلام ، وجفت الصحف . (1) رواه الإمام أحمد والترمذي.

والخوف مِن الله يحمل صاحبه على مُراقبةالله عز وجل.
قال ابن القيم رحمه الله : الخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين
مَحَارِم الله عز وجل ، فإذا تجاوز ذلك خِيف منه اليأس والقنوط .
قال أبو عثمان :صِدْق الخوف هو الوَرع عن الآثام ظاهراًوباطنا.
قال ابن القيم : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه
يقول : الخوف المحمود ما حَجَزَك عن محارم الله . اهـ.
فهذا الخوف عبادة.

ومن الخوف ما هو جِبلّي ، كَالْخَوف مِن العدوّ أو من وحشّ مُفْتَرس ونحو ذلك.
ومن هذا النوع خوف نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام حينما قال :
( وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) ..
( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)
( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ
بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ* فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا
يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أُحْرِق قُرَيشًا ، فقلت
: ربِّ إذًا يَثْلَغُوا رأسي فيدعوهخُبْزة !
قال : اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِك .رواه مسلم.(2)

وربما خرج هذا النوع بصاحبه إلى الخوفالْمُحَرّم ؛
كأن يحمله الخوف على ترك صلاة الجماعة وما شابه ذلك.
ولذا قال الله جل جلاله : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّهَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)

فما دون الله عز وجل لا يملكون نفعا ولاضَرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لايَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ
لأَنفُسِهِمْ ضَرًّاوَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا)

بل إن الله عز وجل ضرب مثلاً لِضَعْف مَن يُدْعَى مِن دون الله ، فقال
: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن
دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ
شَيْئًا لايَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )

فتأمل هذا المثال يتبين لك ضعف الكفّار اليوم وإن بلغوا
شأنا في الحضارة المادية .
أتستطيع دول الحضارةمُجتمعة أن تَخْلُق ذُبابا ؟

بل ما هو أقل وأحقر من ذلك ! أتستطيع تلك الدول مجتمعة
أن تستنقذ لُقمة أخذها الذباب ووَضَعها في فَمـه ؟لا ورب الكعبةلا تستطيع!

ووعد الله حق ، وقوله صدق ( وَعْدَاللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً )،
( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا )؟ وإنما ذكر الله عز وجل الذباب في هذا المثال
– والله أعلم - لِمَا يمتلكه مِنخاصية سُرعة تَحويل الطعام إلى
مادة أخرى عن طريق مادة في اللعاب.
أبعد هذا نخاف ممن هم أقلّ وأذلّ مِنالذّباب ؟؟؟
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى = وذُبابه ، أتخـاف من ذُبـّان ؟


كتبه فضيلة الشيخ:

عبد الرحمن السحيم حفظه الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/8KJ64719.gif



(1) حققه الألباني / صحيح الجامع / برقم:
7957 / صحيح.
(2) رواه مسلم / المسند الصحيح / برقم 2865/ صحيح.

Monday, 26 December 2011

حكم تهنئة النصــارى بعيدهم.



حكـــــم تهنـــئة النصـــارى بعيــدهم



سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن حكم تهنئة الكفار بعيد (الكريسمس)؟
وكيف نرد عليهم إذا هنئونا به؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئًا مما ذكر بغير قصد وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجًا أو غير ذلك من الأسباب؟
وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟

فأجاب رحمه الله: تهنئة الكفار بعيد (الكريسمس) أو غير من أعيادهم الدينية حرم بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه (أحكام أهل الذمة) حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختص هبه فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبد بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه". انتهى كلامه رحمه الله.

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقرارًا لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو بهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ}[الزمر: 7].
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ} [المائدة: 3]، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): "مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء". انتهى كلامه رحمه الله.

ومن فعل شيئًا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددًا أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.

والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه وينصرهم على أعدائهم. إنه قوي عزيز.

انتهى كلامه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته [مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ج: 3، ص: 44-46)].


سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد:

السؤال: شاهدت الكثير من المسلمين يشاركون في احتفالات الكريسمس وبعض الاحتفالات الأخرى. فهل هناك أي دليل من القرآن والسنة يمكن أن أريه لهم يدل على أن هذه الممارسات غير شرعية؟

الجواب: الحمد لله، لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية:

أولًا: لأنه من التشبه و«من تشبه بقوم فهو منهم» [رواه أبو داود وقال عنه الألباني رحمه الله: حسن صحيح (صحيح أبي داود 2/761)]، (وهذا تهديد خطير)، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة".

ثانيًا: أن المشاركة نوع من مودتهم ومحبتهم قال تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ ...} [المائدة: 51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ ...} [الممتحنة: 1].

ثالثًا: إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث: «إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا» [رواه البخاري]، وعيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية.

رابعًا: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ...} [الفرقان: 72]، الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين، ولا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم وجميع لوازم أعيادهم من الأنوار والأشجار والمأكولات، لا الديك الرومي ولا غيره، ولا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها.

منـــقول

مــــوقع وذكـــر