سلــــسلة مــاتعـة
للشيــخ / محمد بن إسماعيل المقدم ...حفظه الله
بعنـــوان
لمــــاذا أســـلم هؤلاء؟
الشـــريــط الأول
الشـــريــط الثاني
الشـــريــط الثالث
الشـــريــط الرابع
نفعني الله وإيــاكــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي في السادسة عشرة من عُمرها، ذكيَّة وبيئتُنا - ولله الحمد - محافظة، لَدَيها جوَّال، أعطاها صاحباتها برنامجًا للمحادثة، هذا البرنامج لا يُضيف إلاَّ مَن كان عندها أرقامهم: "واتس آب".
لاحَظتُ جلوسها الطويل عليه، فأخَذته فوجَدتها تُحادث شابًّا، لكني لَم أرَ الردَّ، فأسْرَعتْ بحذف البرنامج، ولَم أتَحقَّق من شيء، فصارَحتها بأسلوب لَيِّن، فقالت لي: هو الذي أرسَل لي، ولَم أردَّ عليه، وعندما سألتُ عن البرنامج، ذكَروا لي أنه لا يُمكن أن يُحادثها أحدٌ إلاَّ مَن كان عندها رقمه، أصبَحتُ في حَيْرة، فأنا لا أُريد اتِّهامها، وقد ناقَشتها فأنكَرت بشدَّة وغَضِبتْ، وقالت: ألهذه الدرجة لا تثقين بي؟!
لا أدري ماذا أفعل؟ وكيف أتصرَّف؟
أخَذتُ جوَّالها، وابنتي ليس لديها "لاب توب" خاص، إنما جهاز مكتبي للجميع، وفي وسط غرفة الجلوس.
أنا لا أريد أن أضغطَ عليها، ولا أريد أن أتركَها، مع أنها دائمًا تُنكر أفعال البنات، وتَستنكر ما يَفْعَلْنَ، بل إني أعتبرها مستشارتي في كثيرٍ من الأمور، فهي قريبة مني جدًّا، وجميع الأقارب - مَن يُقابلها منهم - يمدح أخلاقها وذكاءَها، أتمنَّى أن ترشدوني، هل أُغلق هذا الموضوع السابق؟ أم أتحقَّق من الأمر وأُدَقِّق فيه، وأبدأ معها عملية مراقبة، وأُشَدِّد عليها؟!
وبالطبع ابنتي لا تَخرج من المنزل بدوني، ومكالماتها تكون أمامي.
أتمنَّى أن تجيبوني، ولكم منِّي جزيل الشكر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هالَتْني استشارتك، وللأسف وصَلتني متأخِّرة قليلاً، آمُل أن تكون أمورك مع ابنتك أفضل الآن؛ فهي تحتاج منك حبًّا لا شكًّا!
بداية برنامج "الواتس آب" من الممكن أن يكتبَ به مَن ليس لديها رقمه، ليس كما أخبَرك الناس عنه، وحديثًا أضَفته، وكثيرًا ما تُزعجني رسائل من أشخاص لا أعرفهم، وليس لدي أرقامهم، مثَلُه مثلُ رسائل الجوَّال العاديَّة، فمن الممكن لأيِّ أحد أن يُرسل رسالة على جوَّالك ولو لَم يَعرفك.
لا أعرف إن كنتِ قد بَنَيتِ شكَّك فقط على الرسالة التي رأيتِها، أم أنَّك لاحَظت أمورًا أخرى أوصَلتك لهذه النتيجة، لكن أيًّا ما كان الأمر، فليس هكذا تُعالج الأمور.
ابنتك بحاجة لصُحبتك، لأن تشعر بالأمان معك، وتحكي لك ما تُعانيه.
وصدِّقيني، في هذا العصر مهما كثَّفنا طُرق الرقابة والمتابعة، فلن نَنجح؛ فقد تطوَّرت التقنيات، وصار بالإمكان إخفاءُ الكثير من الأمور، ومَن يريد أن يَفسُد، فلن تعوقه رقابة الأهل وتشديدهم، على العكس قد تَدفعه للمزيد؛ فالعلاقة بين الرقابة الخارجية والداخلية علاقة عكسية، كلما ازدادَت الرقابة الخارجية، تَقِل الرقابة الذاتية، والعكس!
تحتاجين أن تركِّزي معها على مراقبة الله؛ فهي وحدها التي تحميها.
وأيضًا تحتاجين أن توثِّقي علاقتك بها؛ لتكوني الصديقة التي تُسِر لك بما تفكِّر فيه، دون أن تخشى رَدَّة فِعلك.
قلت: إنها عاقلة، وخَلوق، وتُشاورينها في كثيرٍ من الأمور، فما الذي جعَلك تتغيَّرين وتشكِّين بها الآن؟
تذكَّري يا عزيزتي أنَّ ابنتك بشرٌ في النهاية، وقد تُخطئ، لكن إن أخطأتْ، فلن يكون الحلُّ بالمنْع بهذه الطريقة، تحتاج أن تتحاوري معها وتُصادقيها، وتُرِيها الطريق الصحيح، وتُعينيها على مَرضاة الله.
أنصحك الآن:
- أن تتحاوري معها بثقة، وأن تتَّفقي معها على حلول؛ حتى لا تتكرَّر هذه المواقف، أخبِريها أنَّك أمٌّ وتُحبينها جدًّا؛ لذلك تخافين عليها، اسْمَعي منها كلَّ ما ستقوله لكِ لو تحدَّثت عن ألَمها من قَسوتك معها، ولو لَم تتحدَّث، فاصبري عليها؛ حتى يُشفى جُرْحها.
- واجْلسي معها، فِكِّرا معًا بطريقة تُريحك وتَجعلك تثقين بها بحال وجَدت ما يريبك، أدْخِلي لجوَّالك أيضًا برنامج المحادثة، وتحدَّثي معها من خلاله، اجْعَليها تُعلِّمك كيف تتعاملين مع عالم التقنية الحديثة؛ لتستطيعي فَهْمه أكثر.
- ركِّزي على الإيمانيَّات معها، واغتنمي صُحبتكما؛ لتقْرَئي معها تفسيرًا، وتعيشا في ظلال آية مثلاً، صلِّي معها جماعة، وأشْعِريها بلذَّة الإيمان والقُرب من الله؛ فمراقبة الله والسعي لرضاه، هي وَحْدها الحامية في النهاية.
- أكثري من الدعاء لها بالحفظ والثبات في عصر الفتن، وتذكَّري أنَّ دعاء الأمِّ من الأدعية المُجابة.
أعانَك الله ويسَّر لكِ صُحبتها، ومعالجة ما حصَل، وجعَلها قُرَّة عينٍ لكِ.
منــــقــول
الألوكــة
ســؤال أجاب عنــه الشيــخ / عبد الرحمن السحيــم
حفظـه الله
السؤال:
عندي استفسار بخصوص وضع صور شخص ميت في المنتدى كموضوع او قصة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
وبارك الله فيك
لا يجوز هذا ، وإن كانت النية حَسَنة .
حُرمة الميت في قبره :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كسر عظم الميت ، ككسره حيا . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم (1)، وهو حديث صحيح .وقال صلى الله عليه وسلم : لأن يجلس أحدكم على جمرة فتُحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس ( وفي رواية أو يطأ ) على قبر . (2)رواه مسلم .فهذا مما يَدلّ على حُرمة المسلم ، وإن كان في قبره .
فلا يجوز نشر صور ذوات الأرواح أصلا ، فضلا عن أن يكون فيها ما يكون من انتهاك حُرُمات الأموات .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
(1) حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الجنائز وما يتقدمها /
الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت / حديث رقم 3567/صحيح )
(2) رواه مســلم / المسند الصحيح / كتاب الجنـائز / باب النهي من الجلـوس على القبر / حديث رقم 1618
يتبـــــــــــــ إن شــاء الله ــــــــــــــــــــــع
كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في صلاتي الفجر والظهر ، ويتوسط في صلاة العصر والعشاء ، ويخفف ويقرأ من قصار السور في صلاة المغرب .
وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يطيل أكثر من هذا أو يخفف على حسب الأحوال .
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : (مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فُلَانٍ) قَالَ سُلَيْمَانُ : (كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطُوَلِ الْمُفَصَّلِ) رواه النسائي (972) ، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"وطوال المفصل من "ق" إلى "عم" ، ومن "عم" إلى "الضحى" أوساط ، ومن "الضحى" إلى آخره قصار" انتهى من "الشرح الممتع" (3/75) .
قال ابن بطال رحمه الله: " اتفق العلماء على أن أطول الصلوات قراءة الفجر....ثم ساق جملة من آثار الصحابة رضي الله عنهم….ثم قال: فدل هذا الاختلاف عن السلف أنهم فهموا عن الرسول إباحة التطويل والتقصير في قراءة الفجر وأنه لا حدَّ في ذلك لا يجوز تعديه ، ويمكن والله أعلم ، أن يكون من طول القراءة فيها من الصحابة علم حرص من خلفهم على التطويل وأما اليوم فينبغي التزام التخفيف ؛ لأن في الناس السقيم والكبير وذا الحاجة كما قال عليه السلام لمعاذ ، وقد قال مالك في الرجل يبادر التجارة أو يستغاث به وهو في الصبح والظهر: أن يقرأ بالسورة القصيرة ، وكذلك المسافر يعجله أصحابه" انتهى من "شرح صحيح البخاري" (2/385) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأفضل للإمام أن يتحرى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يصليها بأصحابه بل هذا هو المشروع الذي يأمر به الأئمة كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال لمالك بن الحويرث وصاحبه: ( إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أحدكما وصلوا كما رأيتموني أصلي ). وقد ثبت عنه في الصحيح: ( أنه كان يقرأ في الفجر بما بين الستين آية إلى مائة آية ) وهذا بالتقريب نحو ثلث جزء إلى نصف جزء من تجزئة ثلاثين فكان يقرأ بطوال المفصل يقرأ بقاف ويقرأ الم تنزيل وتبارك ويقرأ سورة المؤمنين ويقرأ الصافات ونحو ذلك . ....وأحياناً يخفف، إما لكونه في السفر أو لغير ذلك. كما قال: صلى الله عليه وسلم: ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأخفف لما أعلم من وجد أمه به ) حتى روي عنه أنه قرأ في الفجر ( سورة التكوير، وسورة الزلزلة )....فينبغي للإمام أن يفعل في الغالب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في الغالب وإذا اقتضت المصلحة أن يطيل أكثر من ذلك أو يقصر عن ذلك فعل ذلك. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يزيد على ذلك وأحياناً ينقص عن ذلك " انتهى من "مجموع الفتاوى" (22/318)
والله أعلم
(2) أربع سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قال : يحدثهن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعجبنني وآنقنني : أن لاتسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم ، ولا صوم يومين : الفطر والأضحى ، ولا صلاة بعد صلاتين : بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد الأقصى . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1864خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيُّها الشباب، يا مَن خلَقَكم الله من ماءٍ مَهين؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
ومنَحَكم الله عُقُولاً تُفكِّر، وآذانًا تَسمع، وأبصارًا ترى وتُبصر؛ ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 9].
أنتم تمرُّون بعصر الشباب، وهو أفضل عصور الإنسان، العصر الذي يتمنَّاه الولْدان، ويَندم على تَرْكه الشِّيبان، فيه تَستطيع أن تكون بارًّا تقيًّا، أو فاجرًا شقيًّا، ألا تَستحيون من هذا الكلام؟ وسيَسألكم الله عن أوقات أضَعْتُموها في السبِّ والاستهزاء والسخرية؛ ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].
وعَنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((لا تَزول قدم ابن آدمَ يوم القيامة من عند ربِّه؛ حتى يُسأل عن خمسٍ: عن عُمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وماله من أين اكْتَسَبه؟ وفيمَ أنفَقه؟ وماذا عَمِل فيما عَلِم؟))؛ حسن، رَواه الترمذي وغيره.
ألَم تُفكِّروا في استغلال العُمر فيما ينفعكم وينفع الناس؟!
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اغْتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمك، وصحَّتك قبل سَقمك، وغِناك قبل فقرك، وفَراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك)).
ومَن غفَل أو تغافَل عن هذا، فسيَندم حيث لا ينفعُ الندم.
أسأل اللهَ أن يُوفِّقكم لما يحبُّه ويرضاه.﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44].
والسلام على مَن اتَّبع الهدى
منــــــــــــقول
الألـوكـة
كتبه / الشيخ إسمــاعيل الشــرقــاوي